20 تكريماً لإرث نجيب محفوظ 2400 كتاب ومقتنايات فريدة إهداء من بناته - دار أمل للنشر دار أمل للنشر

تكريماً لإرث نجيب محفوظ 2400 كتاب ومقتنايات فريدة إهداء من بناته

نجيب محفوظ: جائزة نوبل وإرث أدبي

سامر عاطف

 

تمَّ افتتاحُ ركنٍ خاصٍ بالأديبِ العالميِّ(نجيب محفوظ) في المستوى السفليِّ الأولِ منْ مكتبةِ الاسكندريةِ بفضلِ الإهداءاتِ القيّمةِ التي قدّمتْها ابنتهُ السيدةُ أمُّ كلثومٍ للمكتبةِ في(مارس 2024)، والتي تضمّنتْ عدداً منْ مقتنياتِ محفوظٍ، بالإضافةِ إلى مكتبتهِ الخاصةِ التي تضمُّ قرابةَ ألفَين وأربعمئةِ كتابٍ، تتنوعُ بينَ أعمالهِ الروائيةِ بلغاتٍ مختلفةٍ، وكتبَ قواميسَ موسوعاتٍ اقتناها محفوظٌ أو أُهديتْ إليهِ، وكانَ يحتفظُ بها في منزلهِ، وقدْ صرَّحَ الأستاذُ الدكتورُ(أحمد زايد) مديرُ المكتبةِ أنَّ الركنَ يُعَدُّ تكريمٌ دائمٌ لإرثِ أديبِ نوبل الراحلِ، ولقدْ ضمّتِ الإهداءاتُ كذلكَ أقلامَ محفوظٍ الشخصيةِ، ومِسبحتهِ الخاصةِ، وسماعتَي أذنَيهِ إلى جانبِ تمثالٍ نصفيٍّ لصاحبِ نوبل، وعددٍ منَ الصورِ الشخصيةِ، وخطاباتٍ منَ الرؤساءِ"جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك".

 

أول عربي يحصد جائزة نوبل في الأدب.

 

يقولُ الكاتبُ(طارق كردي) عضو اتحادِ كتابِ مصرَ: إنَّ (نجيب محفوظ) هو أديبٌ وروائيٌّ مصريٌّ، نُشرَ لهُ أكثرُ منْ 55 كتاباً في حياتهِ ما بينَ رواياتٍ ومجموعاتٍ قصصيةٍ ومسرحياتٍ، وهوَ أولُ أديبٍ عربيٍّ يحصلُ على (جائزةِ نوبل) في الأدبِ عامَ 1988، ورابعُ أديبٍ أفريقيٍّ، وثاني المصريينَ الحاصلينَ على الجائزةِ بعدَ الرئيسِ الراحلِ محمد أنورِ الساداتِ، ولقدْ وُلدَ في 11 ديسمبر 1911، وتوفيَ في 30 أغسطس 2006، ولقدَ كتبَ نجيبُ محفوظُ منذُ بدايةِ الأربعينياتِ واستمرَّ حتّى 2004. وتدورُأحداثُ جميعِ رواياتهِ في مصرَ، وتظهرُ فيها ثيمةٌ متكررةٌ هي الحارةُ التي تعادلُ العالمَ، ومنْ أشهرِ أعمالهِ الثلاثيةِ والتي تحكي قصةَ عائلةٍ منَ الطبقةِ الوسطى المصريةِ وتطورِها عبرَ ثلاثِ مراحلٍ تاريخيةٍ، و(أولاد حارتنا) التي مُنعتْ منَ النشرِ في مصرَ منذُ صدورِها وحتّى وقتٍ قريبٍ، وهيَ تعتبرُ منْ أهمِّ أعمالهِ وأكثرِها جدلاً، حيثُ تناولتْ موضوعَ الدينِ والعقيدةِ بطريقةٍ رمزيةٍ، والتي كانتْ سبباً في جِدالٍ طويلٍ أدّى إلى محاولةِ اغتيالهِ بسببِ تأويلاتٍ دينيةٍ للروايةِ لمْ تعجبِ المحافظينَ، حتّى إنّهُ قدْ تَمَّ منعُها منَ النشرِ لفترةٍ طويلةٍ.


التحول إلى الواقعية

 

يقولُ طارقُ كردي: إنَّ(نجيب محفوظ) منَ الأدباءِ الذين يُصنّفُ أدبُهمْ باعتبارهِ أديباً واقعياً، فيعتبُرإنهُ أكثرُ أديبٍ عربيٍّ تحولتْ أعمالهُ إلى السينما والتلفزيون، بسببِ ما تحتويهِ منْ قصصٍ تقدّمُ مواعظَ وتفاصيلَ شيّقةً، وهوَ ما اعتبرهُ النقّادُ توثيقاً لحقبةٍ زمنيةٍ عاصرَها الأديبُ العالميُّ، ولقدْ ركّزَ أديبُ نوبل على الأعمالِ الأدبيةِ التي تميزتْ بالواقعيةِ عامَ 1945، ولقدْ استخدمَ محفوظٌ الواقعيةَ النفسيةَ في روايةِ(السرابِ)، ثمَّ عادَ إلى الواقعيةِ الاجتماعية معَ بدايةِ ونهايةِ ثلاثيةِ القاهرةِ فيما بعد، ثمَّ اتّجهَ إلى الرمزيةِ في رواياتهِ"الشحاذ، والباقي من الزمن ساعة، وأولاد حارتنا"، وقدْ تحوّلَ الروائيُّ والكاتبُ"نجيب محفوظ" أثناءَ رحلتهِ الأدبيةِ الطويلةِ في رصدِ الحياةِ عامةً، وملامحِ الحياةِ داخلَ القاهرةِ خاصةً، إلى ملمحٍ ثابتٍ في تاريخِ الروايةِ العربيةِ وتاريخِ مصرَ الحديثِ، ولينتقلَ محفوظٌ خلالَ تلكَ الرحلةِ الطويلةِ منَ القصصِ والرواياتِ ذاتِ الطابعِ الفرعونيِّ، والتاريخيِّ، ورصدِ الأقدارِ، ومفارقاتِ الحياةِ وعبثِها وغموضِها المبهمِ بطريقةٍ أقربِ للتساؤلاتِ الفلسفيةِ والتأمليةِ في قالبٍ قصصيٍّ، كما في"مصرَ القديمةِ 1932، همس الجنون 1938، رادوبيس 1943، كفاح طيبة "1944، التي لفتتْ أنظارَ العالمِ إليهِ حتّى حازَ على (جائزة نوبل عام 1988).


قصة لقب قلب الأسد

 

لقدْ أحبَّ أديبُ"نوبل" كرةَ القدمِ ومارسَها وهوَ طالبٌ، وكانوا يطلقونَ عليهِ لقبَ"قلب الأسد"، وكانَ هذا اللقبُ مرتبطاً برغبتهِ الشديدةِ في اللعبِ بكرةِ القدمِ، خاصةً وأنَّ اللعبَ كانَ مهارةً لا يمتلكُها كلُّ شخصٍ في ذلكَ الوقتِ،  ففي كتابِ"أصداء السيرة الذاتية" يعترفُ الأديبُ(نجيب محفوظ) بعشقهِ لكرةِ القدمِ، وأنّهُ لولا اتجاههُ إلى الأدبِ لصارَ لاعباً كروياً أسوةً باللاعبِ المصريِّ حسين حجازي وأصبحَ زملكاوياً مثلهُ.

 

دور بنات أديب نوبل في حياته

والأديبُ الراحلُ لمْ ينجبْ منَ الأبناءِ ذكوراً، بلْ أنجبَ فتاتَينِ"فاطمة، أم كلثوم"، ولقدْ كانتْ علاقةُ(نجيب محفوظ) وبناتهِ منْ نوعٍ خاصٍ، ليستْ أبويةً فقطْ، بلْ صداقةً أيضاً، وكانتا أصحابَ اللحظةِ والصورةِ الأبرزِ فى حياةِ أديبِ نوبل، بعدما صعدتا إلى منصةِ الأكاديميةِ السويديةِ للعلومِ، منْ أجلِ استلامِ جائزةِ نوبل في الآدابِ عامَ 1988، نيابةً عنْ والدهما الذي قررَ سفرهما منْ أجلِ استلامِ الجائزةِ بدلاً منهُ، والآنَ في مايو 2025 أصبحَ لأديبِ نوبل الراحلِ ركنٌ خاصٌ بمكتبةِ الاسكندريةِ، والتي قامتْ بإهدائِها ابنتهُ السيدةُ أمُّ كلثومٍ للمكتبةِ في مارسَ 2024، وتضمنتْ عدداً منْ مقتنياتهِ الشخصيةِ، بالإضافةِ إلى مكتبتهِ الخاصةِ التي تضمُّ قرابةَ ألفين وأربعمئةِ كتابٍ، تتنوعُ بينَ أعمالهِ الروائيةِ بلغاتٍ مختلفةٍ، وكتبَ قواميسَ موسوعاتٍ اقتناها محفوظٌ أو أهديتْ إليهِ، وكانَ يحتفظُ بها في منزلهِ، لكي تكونَ بمثابةِ تذكارٍ و توثيقٍ لحياتهِ و إرثهِ للأجيالِ القادمةِ.