10 اليوم العالمي للعيش معً في سلام 2025 - دار أمل للنشر دار أمل للنشر

اليوم العالمي للعيش معً في سلام 2025

قيمة التعايش السلمي

سامر عاطف

العيشُ بسلامٍ هو حقٌّ أساسيٌّ للإنسانِ ومفتاحٌ للسعادةِ والتقدُّمِ، وهو أنْ نحترمَ ثقافاتِ بعضِنا البعض، حيث تعلمنا ثقافةُ السّلامِ كيف إنَّ هناكَ مجموعةً منَ الأنماطِ السلوكيّةِ الحياتيّةِ والمواقفِ المختلفةِ، تدفعُ الإنسانَ إلى احترامِ إخوانهِ منْ بني البشرِ، ورفضِ الإساءةِ إليهم والاعتداءِ عليهم، وممارسةِ العنفِ ضدّهم، وقبولِ الاختلافِ بينَ الناسِ، لذا علينا أنْ نسعى جميعاً لتحقيقِ السلامِ في حياتِنا الشخصيةِ والمجتمعيةِ والعالميةِ، ونستشعرَ بقلوبِنا، ونستمعَ للآخرينَ، ونفهمَهم، ونحترمَهم، ونقدرَهم، لنعيشَ معًا بسلامٍ، وعلينا أنْ نبدأَ منَ الدّاخلِ، ومن التفاصيلِ الصغيرةِ، وهذا يعني أنْ نكونَ في سلامٍ معَ أنفسِنا، وقدوةً للآخرينَ في تحقيقِ هذا الهدفِ النبيلِ، ووفقَ هذا السّياقِ وفقاً لموقع ِالأممِ المتحدةِ (un.org)يحتفلُ العالمُ يومَ (16مايو) باليومِ العالميِّ للعيشِ معاً في سلامٍ.

 

العيش في سلام هو الدافع الرئيسي لإنشاء الأمم المتحدة.

كانَ الدافعُ الرئيسيُّ لإنشاءِ الأممِ المتحدةِ، إنقاذُ الأجيالِ المقبلةِ منْ ويلاتِ الحربِ، حيثُ شهدَ مؤسّسي المنظمةِ الدمارَ الذي خلّفتهُ الحربُ العالميةُ الأولى والثانية،ُ ومنذُ إنشاءِ الأممِ المتحدةِ، كثيراً ما طُلبَ منها القيامُ بمهمةِ منعِ تصعيدِ الخلافاتِ ووقفِ الحروبِ، أو المساعدةِ في استعادةِ السلامِ عندما ينشبُ الصراعُ المسلّحُ، وتعزيزِ السلامِ الدائمِ في المجتمعاتِ التي انتهتْ منَ الحربِ، وفي الدورةِ الثانية ِوالسبعينَ للجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ والمُنعقدةِ في(8 ديسمبر 2017)، صادقتِ الجمعيةُ العامةُ بالإجماعِ172 دولة من إجمالي 193 على إقرار إعلانِ يومِ 16 منْ شهرِ مايو يوماً دولياً للعيشِ معاً في سلامٍ، ودعتِ الجمعيةُ العامةُ للأممِ المتحدةِ جميعَ الدولِ الأعضاءِ ومؤسساتِ منظومةِ الأممِ المتحدةِ وغيرِها منَ المنظماتِ الدوليةِ والإقليميةِ والمجتمعِ المدنيِّ، بما يشملُ المنظماتِ غيرَ الحكوميةِ والأفرادِ، إلى الاحتفالِ باليومِ الدّوليِّ للعيشِ معاً في سلامٍ، وفقاً للثقافةِ السائدةِ وغيرِها منَ الظروفِ أوالأعرافِ في مجتمعاتِها المحليةِ والوطنيةِ والإقليميةِ، بطرقٍ منها: التثقيفُ والاضطلاعُ بأنشطةٍ بهدفِ توعيةِ الجمهورِ، وإلى مواصلةِ تعزيزِ المصالحةِ منْ أجلِ المساعدةِ على تحقيقِ السلامِ والتنميةِ المُستدامةِ.

 

إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب

بعدَ الخرابِ الذي خلّفتهُ الحربُ العالميةُ الثانيةُ، أُنشِئتْ الأممُ المتحدةُ بأهدافٍ ومبادئٍ تسعى بصورةٍ خاصةٍ إلى إنقاذِ الأجيالِ القادمةِ منْ ويلاتِ الحربِ. وكانَ أحدُ هذهِ الأهدافِ هوَ بناءُ تعاونٍ دوليٍّ لحلِّ المسائلِ الدوليةِ ذاتِ الطابعِ الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والثقافيِّ والإنسانيِّ، وتعزيزِ احترامِ حقوقِ الإنسانِ والحرّياتِ الأساسيةِ للناسِ جميعاً دونَ أيِّ تمييزٍ سواءً كانَ عرقياً أو جنسانياً أو دينياً أو لُغوياً. وتحديدُ أيامٍ وتسميتُها منَ الأممِ المتحدةِ ما هي إلا مناسباتٌ لتثقيفِ الجمهورِ بشأنِ القضايا ذاتِ الاهتمامِ، وحشدِ الإرادةِ السياسيةِ والمواردِ لمعالجةِ المشاكلِ العالميةِ، وللاحتفالِ بالإنجازاتِ الإنسانيةِ وتعزيزِها، وإنَّ وجودَ الأيامِ الدوليةِ يسبقُ إنشاءَ الأممِ المتحدةِ، لكنَّ الأممَ المتحدةَ احتضنتْها كأداةِ دعوةٍ قويةٍ، ومنْ هذهِ الأيامِ هوَ يومُ العيشِ معاً بسلامٍ، وهوَ أنْ نتقبَّلَ اختلافاتِنا وأنْ نتمتَّعَ بالقدرةِ على الاستماعِ إلى الآخرينَ والتعرّفِ عليهمْ واحترامِهم، والعيشِ معاً.

 

تسامح في عالم متنوع

يُحتفلُ باليومِ العالمي للعيشِ معاً بسلامٍ سنوياً في جميعِ أنحاءِ العالمِ بهدفُ تعزيزِ الرغبةِ في العيشِ والعملِ معاً، متّحدينَ في اختلافاتِنا وتنوّعِنا، لبناءِ عالمٍ مُستدامٍ يسودهُ السلامُ والتضامنُ والوئامُ، كما يُتيحُ هذا اليومُ فرصةً للتأملِ في تقبّلِ الاختلافاتِ والاستماعِ إلى الآخرينَ والاعترافِ بهمْ واحترامِهم وتقديرِهم، كما يهدفُ إلى التأكيدِ على أهميةِ العيشِ معاً بسلامٍ وتسامحٍ في عالمٍ متنوّعٍ، معَ التركيزِ على دورِ التعليمِ والتثقيفِ في نشرِ ثقافةِ السلامِ.

 

ترسيخ ثقافة السلام مهما تنوعت الاختلافات

إنَّ العيشَ معاً بسلامٍ يعني قبولُ الاختلافاتِ والقدرةُ على الاستماعِ إلى الآخرينَ والتعرّفِ عليهمْ واحترامِهم وتقديرِهم، بالإضافةِ إلى العيشِ بطريقةٍ سلميةٍ ومتحدةٍ، فالسلامُ ينطوي على فهمِ بعضِنا البعضِ والعملِ معاً لإيجادِ حلولٍ للمشاكلِ، إنَّ أيَّ نهجٍ آخرَ في التعاملِ معَ القضايا الصعبةِ يسببُ الألمَ والمعاناةَ، لذا فإنَّ اليومَ العالميَّ للعيشِ معاً في سلامٍ، يدعو الدولَ إلى تعزيزِ المصالحةِ بشكلٍ أكبرَ، للمساعدةِ في ضمانِ السلامِ و التنميةِ المُستدامةِ، منْ خلالِ العملِ معَ المجتمعاتِ المحليةِ، وزعماءِ الدينِ وغيرهمْ منَ الجهاتِ الفاعلةِ ذاتِ الصلةِ، منْ خلالِ تدابيرِ التوفيقِ وأعمالِ الخدمةِ وتشجيعِ التسامحِ والرحمةِ والتعاطفِ بينَ الأفرادِ. والقرارُ الذي أقرتهُ دولُ العالمِ جاءَ ليؤكدَ منْ جديدٍ على رفضِ الحروبِ وويلاتِها، ورفضِ واستبعادِ النزاعِ المسلحِ كوسيلةٍ لتسويةِ الخلافاتِ بينَ الدولِ، وليشجّعَ على اتّخاذِ سبلِ الحوارِ والمفاوضاتِ، واتّباعِ الحلولِ السلميةِ في محيطِ الجماعاتِ والفئاتِ المتصارعةِ و المتناقضةِ، وبينَ الدولِ والأنظمةِ المختلفةِ، دونَ أنْ تعتديَ إحداهما على الأخرى. وفي(16مايو) منْ كلِّ عامٍ، يحتفلُ العالمُ باليومِ العالميِّ للعيشِ معاُ في سلامٍ، للتأكيدِ على أهميةِ رمزيةِ هذا اليومِ وضرورةِ ترسيخِ ثقافةِ السلامِ، مهما تنوّعتِ الاختلافاتُ بينَ البشرِ في المجتمعِ الواحدِ.