13 طائر الحسون.. رواية تصدرت قائمة الأكثر مبيعاً في أميريكا - دار أمل للنشر دار أمل للنشر

طائر الحسون.. رواية تصدرت قائمة الأكثر مبيعاً في أميريكا

طائر الحسون

 

الكاتب: سامر عاطف

احتلت رواية (طائرُ الحسّونِ) صدارة قائمةَ الكتبِ الأكثرِ مبيعاً في الولاياتِ المتحدةِ والعالمِ، حيثُ بِيعَ منها أكثرُ منْ ثلاثةِ ملايين نسخةٍ، كما كانتْ رواية طائر الحسون منَ الأكثرِ مبيعاً في إنجلترا، فرنسا، إيطاليا وفنلندا، وهي روايةٌ اجتماعيةٌ دراميةٌ، تتحدثُ عنِ الفقدِ وآلامهِ وكيفَ يمكنُ أنْ يتوقفَ الزمنُ عندَ فراقِ أحدِ أحبائِنا! كما فازتْ بجائزةِ (البوليتزر) للروايةِ-2014)  وبميداليةِ،(أندرو كارنيجي) للتميّزِ الروائيِّ، وبجائزةِ،(مالابارت)، وتتسمُ هذهِ الروايةُ بالطابعِ الذي اشتهرتْ بهِ أعمالُ الكاتبِ الإنجليزي،(تشارلز ديكنز)  ذي الطبيعةِ الفكتوريةِ، إذ تجمعُ مواهبَ، (دونا تارت) المتميزةَ في القص ضمنَ عمل يشبه سيمفونيّةٍ ممتعٍة، وتذكّرُ القارئَ بالمسرةِ الغامرةِ للسهرِ والقراءةِ طيلةَ الليلِ.

 

 

تعريف بالرواية

 

تقوم رواية (طائرُ الحسّونِ) على ثيمةِ لوحةٍ بالاسمِ نفسهِ للرسامِ الهولنديِّ،(كاريل فابريتيوس)، لتكونَ محورَ الروايةِ وتحتلَّ غلافَها، مستوحاةً منْ حياةِ الرسامِ الهولنديِّ الذي قضى شاباً في انفجارِ مستودعِ بارودٍ في مدينةِ،(ديلفت) عامَ،(1654)، وهوَ العامُ نفسهُ الذي رسمَ فيهِ لوحتَهُ المميزةَ.

أما مؤلف الرواية فهي الكاتبة الأمريكيةُ دونا تارت، وقام بترجمتها للعربية المترجمُ السوريُّ، الحارث النبهان.

 

 

 

لوحةٌ فنيةٌ


تسلطُ الروايةُ الضوءَ على أهميةِ الفنِّ بالنسبةِ للإنسانِ والمستقبلِ، وتشرحُ عبرَ قصةِ،(ثيو) التأثيرَ العميقَ الذي يمكنُ أنْ تغرسَهُ قطعةٌ فنيةٌ واحدةٌ على حياةِ فردٍ بعينهِ والمجتمعِ ككل، وعلى النقيضِ توضحُ الروايةُ كيفَ يمكنُ لفقدانِ قطعةٍ فنيةٍ واحدةٍ تدميرَ مجتمعٍ، سمحَ بهذا الفقدانِ ولمْ يبذلْ جهدَهُ لحمايةِ الفنِّ. 


ملخص الرواية

تنقلبُ حياةُ الطفلِ،(ثيودور ديكر) ذي الثلاثةَ عشرَ عامًا، رأسًا على عقبٍ، عندما يزورُ هوَ ووالدتُه متحفَ،(المتروبوليتان)  للفنونِ في مدينةِ،(نيويورك) لمشاهدةِ معرضٍ للروائعِ الهولنديةِ، بما في ذلكَ لوحةٌ مفضلةٌ لأمهِ، وهي لوحةُ"الحسون" لـ(كاريل فابريتيوس)، وفي المتحفِ يُفتنُ بفتاةٍ ذاتِ الشعرِ الأحمرِ والتي تتجولُ معَ رجلٍ مُسنٍّ، وفجأةً! تنفجرُ قنبلةٌ في المتحفِ، تقتلُ والدتَهُ وعدداً منَ الزوّارِ الآخرين، بينما ينجو هو بأعجوبةٍ في الوقتِ الذي كانَ يتتبعُ فيهِ الفتاةَ، وبينَ دخانِ الانفجارِ والفوضى في المتحفِ يستحوذُ الصبيُّ على لوحةٍ زيتيةٍ منَ القرنِ السابعِ عشرَ تسمى"طائرُ الحسّونِ" ويعطيهِ عجوزٌ مسنٌّ خاتمَهُ قبلَ أنْ يموتَ أيضاً، وتصبحُ اللوحةُ الصغيرةُ مصدرًا فريداً للأملِ بالنسبةِ للصبيِّ اليتيمِ، ويكتشفُ فيما بعد أنهُ خرجَ منَ المتحفِ بلوحةٍ صغيرةٍ، ويتولّى تربيةَ الفتى أسرةُ صديقهِ الثريةِ، التي يسودُها النظامُ الصارمُ والتربيةُ الأرستقراطيةُ، لينتقلَ منْ حيويةِ الحياةِ وحرارتِها معَ والدتهِ إلى برودةِ التعاملِ، ومنْ ابتسامةِ والدتهِ الدافئةِ إلى ابتسامةِ والدةِ صديقهِ المصطنعةِ التي لا تتغيرُ، وبعدَ ذلكَ يحضرُ والدُ،(ثيو) فجأةً! منْ،(لاس فيغاس) ويأخذهُ للعيشِ معهُ ومعَ صديقتهِ هناكَ، فتتغيرُ حياةُ،(ثيو) مرةً أخرى، حيثُ ينغمسُ في حياةٍ غيرِ مستقرةٍ معَ والدهِ المدمنِ على القمارِ وصديقتهِ التي تعيشُ في حالةِ فوضى، ويبدأُ،(ثيو) في التعاملِ معَ مشاعرِ الخيانةِ والغضبِ تجاهَ والدهِ الذي كانَ قدْ تخلّى عنهُ لسنواتٍ في هذهِ الفترةِ، ويبدأُ،(ثيو) بتطويرِ علاقةِ صداقةٍ معَ،(بوريس)، صبيٍّ أوكرانيٍّ يعيشُ في الحيِّ، فعلاقتُهما تمثلُ ملاذًا لـ(ثيو) منْ وحدتهِ وألمهِ، لكنَّها أيضًا تعرضهُ لمزيدٍ منَ المخاطرِ، ثمَّ بعدَ وفاةِ والدهِ، يعودُ،(ثيو) إلى،(نيويورك) حيثُ يلتقي بحياتهِ القديمةِ مرةً أخرى، ويبدأُ العملَ في متجرٍ للقطعِ الفنيةِ العتيقةِ، ويدخلُ في تجارةِ قطعٍ فنيةٍ مزيفةٍ، وهنا تبدأُ حياتَهُ بالانحدارِ بشكلٍ دراماتيكيٍّ، حيثُ يجدُ نفسهُ ممزقاً بينَ الرغبةِ في استعادةِ الحياةِ التي فقدَها والوقوعِ في دوّامةِ الفسادِ والخداعِ، وتكمنُ متعةُ الروايةِ إلى حدٍّ كبيرٍ في التوازنِ بينَ تسليطِ الضوءِ والتركيزِ على بعضِ التفاصيلِ، وتركِ بعضِها الآخرِ في الظلِّ، كما هيَ الحالُ في اللوحاتِ الفنيةِ، ويمكنُ اعتبارُ الروايةِ "غنيةً عاطفيا" إذ تدورُ معظمُها حولَ مشـاعرِ الفزعِ والقلقِ والجنونِ العظيمةِ والذعرِ الذي يصحبُ الصبيَّ لفترةٍ طويلةـٍ، وفي نهايـةِ الروايـةِ يقولُ،(ثيو) :"كانتِ اللوحةُ هيَ السرُّ الذي رفعَني فوقَ سطحِ الحياةِ ومكَّنني منْ معرفةِ مَنْ أنا".

 

الثيمات الرئيسية في رواية طائر الحسون

 

 خسارةُ وحزنُ.

استكشاف تأثيرَ الفقدِ على شخصيةِ الإنسانِ.

الفنُّ والجمالُ

ابراز أهميةَ الفنِّ كوسيلةٍ للبقاءِ النفسيِّ والروحيِّ.


الأخلاقُ والاختياراتُ

 مناقشة الصراعَ بينَ الخيرِ والشرِّ في قراراتِنا.

 

 

اقتباساتٌ منْ روايةِ (طائرُ الحسّونِ) لـ،(دونا تارت).

o      كانَ التفكيرُ فيها مصدرَ كَربٍ متواصلٍ لأنّني كنتُ غيرَ قادرٍ على نسيانِها بأكثرَ ممّا يستطيعُ المرءُ نسيانَ ألمِ أسنانهِ.

o      ليسَ السّعيُ خلفَ الجمالِ المحضِ إلا فخاً، ليسَ إلا درباً يصلُ بالمرءِ سريعاً إلى المرارةِ والحزنِ. لا بدَّ منْ ربطِ الجمالِ بشيءٍ أكبرَ معنىً.

o      ابقَ بعيداً عنِ الذينَ تحبُّهم كثيرًا، فأولئكَ همِ الذينَ سوفَ يقتلونُكَ.

o      إذا كانتْ ذاتُك في أعمقِ أعماقِك، تغنّي لكَ وتستدرجُكَ إلى النارِ مباشرةً، فهلْ يكونُ منَ الأفضلِ أنْ تنعطفَ مبتعداً؟!

o      للفنِّ غرضٌ رئيسٌ وهو تعويضُنا عنِ الشعورِ بالنقصِ النفسيِّ، وإسكاتُ هواجسِ عدمِ الكمالِ، فالفنُّ أداةٌ معقدةٌ، تملكُ إمكانيةَ توسيعِ قدراتِنا وتعزيزِنا بقدراتٍ أكبرَ منَ التي منحتْنا إيَّاها الطبيعةُ. 

 

المصدر: (طائرُ الحسّونِ)، حيث قام المحرر بقراءة الرواية وآراء نقدية حولها، وهنا يقدمها بغرض إفادة القراء.