19 ذكرى رحيل "قديس الكلمات" الشاعر نزار قباني - دار أمل للنشر دار أمل للنشر

ذكرى رحيل "قديس الكلمات" الشاعر نزار قباني

نزار قباني أمير الشعر الغنائي


سامرعاطف

 نزار قباني، هو فارسُ الكلمةِ ورائدُ القصيدةِ ومبدعُ الجمالِ، الشَّاعر السُّوري المعاصرُ،الذي وُلد في دمشقَ عامَ(1923)، وتميَّزتْ قصائدُهُ بجاذبيَّتِها الخاصَّةِ، والتي خلَّفتْ تُراثا شِعريَّاً غزيراً، اشتهرَ مِنْ خلالهِ أنَّهُ"قديسُ الكلماتِ"، فلقدْ أدخلَ الشِّعرَ بيوتَ العائلاتِ، ليَحيى فيها حبُّ المرأةِ والوطنِ

بصمة الأهم في تاريخ الأدب العربي والعالمي

 وُلدَ الشاعرُ الكبيرُ، نزار قباني، في الواحدِ والعشرينَ منْ آذارَ عامَ(1923)، في مدينةِ دمشقَ عاصمةِ سوريةَ، لعائلةٍ أدبيَّةٍ تجاريَّةٍ، فوالدُه، توفيقُ قباني، كانَ مالكاً لمصنعِ شوكولا، بينما الكاتبُ والمسرحيُّ، أبو خليلٍ القباني، هوَ أحدُ أقاربِهِ، وكانَ لهُ شقيقتانِ هما وصالُ وهيفاءُ وثلاثةُ أخوةٍ هم: "معتزُّ، صباحُ ورشيدُ

درسَ نزارُ بينَ عامي(1930-1941) في مدرسةِ الكليَّةِ العلميةِ الوطنيَّةِ، التي كانتْ مملوكةً في وقتِها لصديقِ والدهِ، أحمدُ منيف العايدي، تابعَ نزارُ دراستَهُ في جامعةِ دمشقَ في كليَّةِ الحقوقِ.

عملَ نزارٌ في السِّلكِ الدبلوماسيُّ السُّوريُّ منْ عامِ(1945 حتَّى عامِ 1966)، وبقيت أعمالُهُ الشعريةُ هي البصمةُ الأهمُّ في تاريخِ الأدبِ العربيَّ والعالميِّ، ولهُ العديدُ منَ الدَّواوينِ الشعريَّةِ منْها:"كتابُ الحبِّ"، و"مئةُ رسالةِ حبٍّ"، و"قصائدٌ متوحشةٌ"، و"أشعارٌ خارجةٌ عنِ القانونِ"، و"إلى بيروتَ الأنثى"، و"مع حبي"، و"أشهدُ: أنْ لا امرأةً إلا أنتِ" و"كلُّ عامٍ وأنتِ حبيبتي"، ولقدْ توفيَ في(لندن) في(30) نيسانَ عامَ(1998) ودُفنَ في دمشقَ.


رحلة مدرسية وراء اولى أبياته الشعرية

بدأَ نزارٌ في طفولتِهِ، بمحاولةِ الرسمِ وعزفِ الموسيقى، قبلَ أنْ تظهرَ موهبتُهُ الشعريةُ، ثمَّ بدأَ يكتبُ الشعرَ وهوَ في السَّادسةِ عشرَ منْ عمرهِ، أثناءَ رحلةٍ مدرسيَّةٍ إلى روما، وأصدرَ أوَّلَ دواوينهِ "قالت لي السمراء" عامَ(1944)، وكانَ طالباً بكليَّةِ الحقوقِ، وطبعَهُ على نفقتهِ الخاصَّةِ، ولهُ عددٌ كبيرٌ منْ دواوينِ الشعرِ، تصلُ إلى(35) ديواناً، كتبَها على مدارِ ما يزيدُ على نصفِ قرنٍ، أهمَّها:" طفولةُ نهدٍ"، "الرسمُ بالكلماتِ"، "قصائد"،"سامبا"،"أنتِ لي"، ولنزارٍ عددٌ كبيرٌ منَ الكتبِ النثريَّةِ، أهمُّها:"قصّتي معَ الشعرِ"، "ما هو الشعرُ"،"100 رسالة حب"، ثمَّ أسَّسَ دارَ نشرٍ لأعمالهِ في بيروتَ، تحملُ اسمَ"منشورات نزار قباني".

 

مواقف مؤثرة في حياة نزار قباني

ومنَ النقاطِ المؤثرةِ في طفولةِ وحياةِ نزار قباني، كانَ انتحارُ شقيقتهِ رافضةً الزَّواجَ التَّقليديَّ بغيرِ إرادتِها، ويقولُ نزارٌ:"إنَّ ذلكَ الحدثَ قدْ يكونُ لهُ الأثرُ الأكبرُ في طبيعةِ أشعارهِ، التي تدافعُ عنِ الحبِّ والمرأةِ".


سباق المغنين على قصائد أمير الشعر الغنائي

على مدى(40) عاماً، كانَ المطربونَ الكبارَ، يتسابقونَ للحصولِ على قصائدَ نزارٍ، ومنْ أبرزِ القصائدِ المُغنَّاةِ، والقائمةُ كاملةٌ طِبقاً للتّرتيبِ التَّاريخيِّ:

- أم كلثوم: غنَّتْ لهُ أغنيتَين:"أصبح عندي الآن بندقية"، "رسالة عاجلة إليك"، من ألحان عبد الوهاب .

- عبدُ الحليمِ: أغنيتانِ أيضاً هما:"رسالةٌ منْ تحتِ الماءِ"، "وقارئةُ الفنجانِ"، منْ ألحانِ محمدٌ الموجي.

- نجاةُ: 4 أغانٍ أيضاً، "ماذا أقولُ لهُ"، "كمْ أهواك"، "أسألكَ الرحيلا"، والقصائدُ الأربعةُ لحَّنَها عبدُ الوهابِ.

- فايزةُ أحمدُ: قصيدةٌ واحدةٌ هي:"رسالةٌ منْ امرأةٍ"، منْ ألحانِ محمد سلطانٍ .

- فيروزٌ: غنَّت لهُ"وشاية"،"لا تسألوني ما اسمهُ حبيبي"، منْ ألحانِ عاصي رحباني .

- ماجدة الرومي:(3) قصائدَ هيَ:"بيروتُ يا ستُّ الدنيا"، "معَ الجريدةِ"، وهما منْ ألحانِ (د) جمال سلامة.

ثمَّ"كلمات"، منْ ألحانِ الملحِّنِ اللبنانيِّ، إحسان المنذر.

- كاظم الساهر:(4) قصائدَ:"إنّي خيّرتكِ فاختاري"، "زيديني عشقاً"، "علّمني حبكِ"، "مدرسةُ الحبِّ"، وكلُّها منْ ألحانِ كاظمِ الساهرِ .

- أصالة: غنَّتْ لهْ قصيدةَ "اغضب" التي لحنَّها، حلمي بكر.

- وبذلكَ يكونُ المجموعُ:(20) قصيدةً، غنَّاها(8) مطربينَ ومطرباتٍ.

 

أشهر قصائد نزار قباني

هوامشٌ على دفترِ النكسةِ.

أنعي لكمْ، يا أصدقائي، اللغةَ القديمةَ والكتبَ القديمة.

أنعي لكمْ..

كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمة.

ومفرداتِ العُهرِ، والهجاءِ، والشتيمُ.

أنعي لكمْ.. أنعي لكمْ...

نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمة.

اغضبْ..

اغضبْ كما تشاء..

واجرحْ أحاسيسي كما تشاء.

حطمْ أواني الزهرِ والمرايا.

هدِّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

فكلُّ ما تفعلُهُ سواء..

كلُّ ما تقولُه سواء..

حبٌّ بلا حدود.

يا سيَّدتي :

كنتِ أهمَّ امرأةٍ في تاريخي

قبلَ رحيلِ العامِ .

أنتِ الآنَ .. أهمُّ امرأةٍ

بعدَ ولادةِ هذا العامِ ..

أنتِ امرأةٌ، لا أحسبُها بالسَّاعاتِ وبالأيَّامِ

قرصُ الأسبرين.

الحبُّ والبترول.

رسالةٌ منْ تحتِ الماءِ.

أحزانُ في الأندلسِ.

 

أبرز الجوائز

جائزةُ"سلطان بن علي العويس" الثَّقافيَّةُ، للإنجازِ الثَّقافيِّ والعلميِّ في دورتِها الثالثةِ(1992 ـ 1993 .(

جائزةُ"جبران" العالميَّةُ واستلمَها في استراليا، "وسام الغار" منَ النَّادي السُّوري الأمريكيُّ واستلمَها منْ ولايةِ (واشنطن) في الولاياتِ المتَّحدةِ الأمريكيَّةِ، وفي عامَ(2005)، أُنتِجَ مسلسلٌ، يحملُ اسمَ"نزار قباني"، يتناولُ حياتَهُ الشَّخصيَّةِ والأدبيَّةِ.

 

رحيل رائد القصيدة ومبدع الجمال

عاشَ، نزار قباني، آخرَ سنواتِ حياتهِ في(لندن)، وودَّعَ دمشقَ في زيارةٍ أخيرةٍ، قبلَ أنْ يسلِّمَ الرُّوحَ في(لندن)

في(30 ) منْ أبريلَ عامَ(1998)، وعادَ إلى دمشقَ مجدَّداً، لكنْ هذهِ المرَّةِ كجثمانٍ محمولٍ بالطَّائرةِ، وقدْ أوصَى نزارٌ قائلاً:"أُدفنُ في دمشقَ، الرَّحمُ الَّتي علَّمتْني الشعرَ والإبداعَ، وأهدتْني أبجديَّةَ الياسمين"، ولقدْ أسلمَ الرُّوحَ، مخلِّداً بصمتَهُ في عالمِ الشعرِ والأدبِ، وتاركاً وراءَهُ إرثاً منَ القصائدِ والأبياتِ، التي تغنَّى بِها في جميعِ أقطارِالوطنِ العربيِّ. 

 

مصادر..

·      موسوعة أراجيك       https://www.arageek.com/